لا يمكن لأحد أن يُنكر وجود نماذج صالحة من الرجال الشرقيين؛ رجال يكتفون بامرأة واحدة طيلة حياتهم؛ يتزوجون ممن اختارها قلبهم ويعيشون للأبد معها في سلام وحب! ولكن بعض النماذج الأخرى والتي يسهل ملاحظتها بشكل أوضح قد لا تتبع نفس الأسلوب في الحياة الزوجية مما أعطى انطباعًا غريبًا وغير مستساغ عن الرجل الشرقي! لقد أصبحت “العين الفارغة” انطباعًا أوليًا عن مُعظم الرجال الشرقيين نظرًا لعدم اكتفائهم بواحدة مهما كانت جميلة ومهما كانت رائعة المواصفات!
وحتى لا نكون مُجحفين في حكمنا على الرجل الشرقي فعلينا أن نرى الدوافع التي قد تُبرر للرجل الشرقي تخبطاته العاطفية وميوله لكل أنثى جميلة يراها.
يبدأ الرجل رحلة البحث عن زوجته في وقت مُتأخر لربما بعدما ينقضي من عمره أكثر من 30عامًا فيصبح تائقًا للاستقرار النفسي والعاطفي مع زوجة يختارها غالبًا لجمالها وأخلاقها ولا يُدقق كثيرًا في ملامح شخصيتها وهل ستتوافق مع ملامح شخصيته أم لا! وهنا تكمن المشكلة! فمع العشرة تتضح صفات شخصياتهما ويتعرف كل منهما على حقيقة الآخر وفي الغالب يجدان ما لا يمكنهما تقبله أو العيش معه؛ فيبدأ الانقسام النفسي والعاطفي لتعيش الزوجة لأبنائها ويبحث الزوج عن الحب والتوافق خارج إطار العلاقة الزوجية؛ وقد تتعدد علاقاته خارج إطار الزواج بحثًا عن المرأة التي تفهمه بحق؛ صحيح أن ذلك المبرر يُعد مبرر قوي ولكنه بأي حال من الأحوال لا يبرر إهانة الرجل لزوجته وجرحه لها بخيانته وتعدد علاقاته الغير شرعية والتي ستسبب له ولزوجته المشاكل والألم! فإن لم يجد الحب والتفاهم مع زوجته؛ يمكنه أن يخلقه وبدلًا من أن يبذل مجهودًا في البحث عن امرأة أخرى عليه أن يبذل مجهودًا ليكتشف به النواحي الجميلة في شخصية زوجته؛ فجميع النساء لديهن قدر من الجمال يمكنه أن يأسر قلب الرجال!
وبالرغم من تعدد علاقات الرجل خارج الزواج إلا أن قلة خبرته هي السبب وراء ذلك التعدد! هذا ليس تناقضًا حيث أن الرجل حينما يتزوج؛ على الأرجح يتزوج من أول امرأة تُعجبه وينجذب لها قبل أن يمر ببعض التجارب “البريئة” ليكتسب منها خبرات تُمكنه من اختيار الزوجة المُثلى؛ مما قد يجعله في بعض الأحيان بحاجة إلى امرأة أخرى بمواصفات طرأت فجأة على احتياجاته.
ومع هذه المبررات يبقى بعض الرجال الذين لا يُعددون علاقاتهم خارج الزواج إلا لطمعٍ في أنفسهم؛ فهم يشعرون أنهم يستحقون كل امرأة جميلة وأنه لا يمكن أن يُوهب نفسه لامرأة واحدة بخاصة وأن العلاقات خارج الزواج تتسم بانعدام تحمل المسؤولية فهي لمجرد التسلية وتقضية وقت ممتع ليس إلا؛ ولكن ما لا يعرفه الرجل أن تلك العلاقات تنقلب لتُشوه حياة الرجل فتُفقده الثقة في البشر من حوله كما وأنها ستسلبه السلام النفسي؛ فسيشعر أنه دائمًا بحاجة إلى إيجاد مبررات لزوجته لغيابه وتأخره خارج المنزل…
صحيح أن الزواج شيء ضروري لبناء أسرة وإنجاب أطفال ولكن على الرجل ألا يختار زوجته فقط لهذين السببين وعليه أن ينوي العيش معها في سعادة وحب وأن يحرص على أن يجد فيها كل المواصفات التي تجعله راضيًا بها حتى نهاية حياته؛ ولذلك لا يجب أبدًا أن يتزوج من أول امرأة يجدها في طريقه؛ بل عليه البحث في إطار علاقاته الاجتماعية والبحث في محيطه في العمل والبحث في كل مكان يمكنه أن يجد امرأة تكون له توأم الروح؛ حتى أنه يمكنه أن يلجأ للمواقع الالكترونية للمواعدة والزواج كموقع الخطابة والذي يضمن له إيجاد الشريك المناسب طبقًا لمواصفاته ولطلباته.