لكل شخص منا توقعات خاصة به عن حياته بعد الزواج ؛ فهناك من يتوقع أن تكون الحياة وردية هادئة ناعمة تسير كسير الماء في بحيرة صغيرة محفوفة بالأشجار والأزهار الفواحة؛ وهناك من يتوقع أن تكون الحياة الزوجية مأساة… حروب وقتال ومسؤوليات قاتلة وحبسٌ وسجنٌ وإذعانٌ وخنوع!
في الواقع هاتين الفكرتين أو التخيلين هما أبعد ما تكونا عن الحياة بعد الزواج؛ وإني لأعتقد بأن كل شخص يبني توقعاته عن حياته بعد الزواج على أساس بيئته التي نشأ فيها واعتمادًا على خبرات أهله وأصدقائه متناسيًا أن لكل شخص ظروفه وطريقته في الحياة.
كيف إذًا تكون الحياة بعد الزواج؟
الحياة بعد الزواج لن تكون عالمًا أبدي من الرومانسية والمؤازرة والعطف والحنو؛ فستأتي لحظات من الخلاف والمشاحنات تُعكر صفو هنائكما… وهذا طبيعي فلا تسير الحياة على نهج واحد أبدًا فمن التقلبات التي تحدث في حياتنا نستعيد نشاطنا للحياة ويستمر حماسنا لها ويقل شعورنا بالملل خاصة في الزواج.
كيف تستعد نفسيًا بشكل صحيح للحياة بعد الزواج؟
– أولًا عليك أن تستعد للاستغناء عن وحدتك في سريرك؛ فعليك أن تتقبل أن تنام وبجانبك شخص آخر…
– لا تتوقع من شريكك أن يكون له نفس الاستعداد لممارسة العلاقة الحميمة في نفس الوقت الذي ترغب أنت فيه ذلك والعكس.
– الزواج سيكشف لك شريكك على طبيعته وسيكشفك لشريكك؛ فتوقع أن تعرف عن شريكك أشياءًا ربما تكون إيجابية وربما لا؛ وعليك أن تتعامل معها بذكاء وحكمة.
– الزواج يعني أن تحب شريكك؛ أن تتشاجر معه أحيانًا… أن تتحداه أحيانًا أخرى…. هذا طبيعي ولكن احرص على ألا تفقد الحب في مشوار حياتكما فهو الذي سيعيدكما لبعضكما ثانية.
– الزواج لا يعني حبًا ورومانسية فقط؛ فهناك مسؤوليات ستقع على عاتقكما فكل بطريقته سيحاول أن يحسن من مستوى حياة أسرته؛ والمحرك والباعث الأساسي سيكون حب كل طرف للآخر…
– لا تعتمد على أن الزواج سيغيرك أو سيغير شريكك؛ فعليك أن ترى الاستعداد لديك أو لدى شريكك للتغيير؛ فبدون ذلك لن يتغير أحدكما أبدًا.
– الكذب في الزواج قد يكون أحيانًا ضرورة لا مفر منها؛ فحاول التعامل مع الكذب بحرص شديد فحتى لو كان مفيدًا فإنه له من الأضرار ما هو كفيل بقتل المودة والحب بين الزوجين.
انصحك بشكل أساسي ألا تلجأ للكذب خاصة عند تعارفك على شريكك للمرة الأولى على موقع الخطابة للزواج والتعارف؛ فالكذب هنا سيودي بك إلى علاقة زوجية غير مستقرة وغير متكافئة.