وكأن أجدادنا وأسلافنا – معظمهم- على علم بتعويذة سحرية أو بسر خاص من أسرار الدنيا جعلتهم يحتفظون بزواج ناجح ومستقر… بل ودائم على حد سواء! كيف كان الزواج من وجهة نظرهم؟ هل كانوا يقدرونه أكثر منا الآن؟ هل أعطوه قدره من الاهتمام والمراعاة حرصًا على بقائه وقيامه؟
كلها أسئلة تدور في دماغ أي شخص إذا ما وجد شخصين أكملا عمرهما سويًا ومازالا على عهدهما ولا يعكر صفو حياتهما أي شائبة بالرغم من مرورهم بأزمات وعواصف زوجية عديدة في السابق…
بالبحث في علاقات أي زوجين نرى بعض العوامل التي هي في الأساس؛ أساسًا داعمًا لكل علاقة زوجية حتى وإن غاب الحب! فإليك ما نؤمن أنه سبب في قيام زواج الأجيال الماضية ونجاحها أكثر من جيل العصر الحالي.
التقدير والاحترام:
بالرغم من أن الزوجين تربطهما علاقة شخصية جدًا مما يدفعهما إلى التخلي أحيانًا عن الالتزام بدرجة خاصة من احترام الآخر وتقديره؛ إلا أن الزواج في الماضي كان قائمًا بشكل أساسي على الاحترام… فكان الزوج يُقدر زوجته ويحرص على مشاعرها ويهتم لإسعادها حتى وإن وجد تقصيرًا منها؛ إيمانًا منه بأن واجبه نحوها أن يفعل ذلك بل وأكثر… وكانت الزوجة حتى وإن لم تجد الحب من زوجها فإنها تظل متمسكة بحقها في إنجاح زواجها؛ فهي تعرف بشكل أو بآخر أنها قادرة على إنجاح هذا الزواج بمزيد من التقدير والاهتمام والحب لزوجها… كانت الأزمات المالية بالنسبة لهم اختبار حقيقي يبرهن على حب كل طرف للآخر ومساندته له ونادرًا ما ينفصل زوجين بسبب الأمور المالية وإن حدث فإن هذا الانفصال يجد كثيرًا من الاستهجان والاستنكار من جميع المحيطين! فهم لم يعتادوا على تصرف غير كريم كهذا!
التصرف بحكمة:
من الطبيعي أن يثور أي زوج لكرامته لو عرف أن مشاعر زوجته لا تميل له أو أن قلبها يميل لشخص آخر غيره؛ ومن الطبيعي أيضًا أن تنهار الزوجة لو عرفت أن زوجها على علاقة بامرأة أخرى؛ أو أن قلبه يميل لغيرها حتى لو لم يصرح لها بذلك بوضوح.
الشاهد هنا أن الزوجين في مثل هذه الحالات ينحون المشاعر السلبية جانبًا؛ فالرجل إما أن يحاول جاهدًا تغيير مشاعر زوجته لتنصب في صالحه في الآخر… أو ينفصل عنها بهدوء وبدون إبداء سبب الانفصال لأي من المحيطين بهما ويكتفي بعبارة “لم نتفق”؛ بينما الزوجة في حالة علمها بعواطف زوجها التي مالت لامرأة أخرى فهي تستغل ذكائها بحكمة ووعي وبحسن تصرف حتى تحافظ على نجاح هذا الزواج وتمنع انهياره… فتبدأ في لفت انتباه زوجها من جديد دون مواجهته بما تشعر به تجاه خيانته لها…
الاحتكام للخبرة:
اعتادت الأجيال السابقة في علاقة الزواج أن تعتمد بشكل أساسي على خبرتها في حل المشاكل التي قد تعصف بزواجهما وإن أفلست حيلهم احتكوا للخبرة فاختاروا شخصًا ذا خبرة من أهلها وشخصًا ذا خبرة وحكمة من أهله وحكماهما في مشاكلهما التي يمكنهما اعلانها دون حرج… وغالباً ما يتمكن الزوجان من الوصول إلى حل مرضي يدعم الزواج ويحافظ على نجاحه.
إذًا في الماضي كانت الأمور تمشي بشكل أكثر سلاسة خصوصًا فيما يتعلق بأمور الزواج؛ وكان من النادر جدًا إيجاد حالات طلاق كما يحدث في الوقت الحاضر؛ لحرص السلف على الاستقرار وخوفهم من تفكك الأسرة وقدرتهم على احتواء أزواجهم وتفهم مواقفهم ورغبتهم الصادقة في إنجاح زواجهم مهما كلف الأمر.
أما الآن فأصبح من الصعب أن تجد شريكًا يناسبك بكل ما تعنيه الكلمة؛ فأغلب حالات الطلاق تحدث بسبب عدم التوافق وعدم التفهم والاحتواء بسبب الاختلاف الرهيب بين الزوجين وبسبب عدم انسجامهما عاطفيًا أو فكريًا؛ وذلك ما نحاول أن نجنبك إياه على موقع الخطابة للزواج والتعارف حينما وضعنا أسس علمية ترشح لك الزوج/الزوجة الأنسب بناءًا على اختبارات معينة يتم طرحها على كل من الزوجين قبل التعارف…