بنفس منطق “ضل راجل ولا ضل حيطة” خرجت العديد من الكتب المطبوعة والإلكترونية بل وضجت الصحف الإلكترونية بمقالات عناوينها جميعًا : كيف تصطادين عريساً ! في رأيي ليس عيبًا أبدًا أن تحاول المرأة البحث عن شريك مثالي تقر به عينها ولكن عبارة كيف تصطادين عريساً عبارة في الحقيقة مهينة للغاية؛ وتتنافى وكرامة المرأة بل وأنوثتها.
دعونا نقر مبدأيا بأن الصيد في الأساس غريزة ذكورية فالرجال حينما تزل أقدامهم في علاقات عاطفية خارج إطار الزواج سريعًا ما يبررن ذلك بأنهم يعرفون أن زوجاتهم هن الأفضل على نساء العالمين وأن من زلت قدمه معها لم تكن سواء إرضاءًا لكبريائه ولغريزة الصيد التي فُطِر بها… وعليه فتلك الغريزة لا توجد في النساء ولا يجب أن توجد فيهن؛ فهن يُحاربن تلك الغريزة في الرجال… والمبدأ أبدًا لا يتجزأ…
كيف تصطادين عريساً يبدو عنوانًا مشوقًا لامرأة يائسة بائسة تركت للمجتمع بشكل عام الفرصة كي يُحبطها ويُفقدها الثقة في جمالها وأنوثتها فتنكرت في شخصية الرجل وتقمصت غريزة الصيد لديه كي توقع عريسا في شباكها ولم تسأل نفسها يومًا هل يكون الزواج بهذه الطريقة ناجحًا وجالبًا للسعادة وراحة البال؟
في الحقيقة لا أتوقع ذلك بتاتًا؛ فمعنى عبارة كيف تصطادين عريسا يكشف التضليل الذي ستقوم به المرأة كي توقع الرجل في الفخ الذي نصبته له؛ ستحتال عليه؛ وستوهمه بشخصية أخرى غير شخصيتها التي سرعان ما ستنكشف لاحقًا بعد الزواج ببضعة سنوات أو لربما بضعة شهور… وقد تكون شخصيتها الحقيقية غير مناسبة لمن أوقعته! ولربما لو تركت لشخصيتها الحقيقية المجال للظهور بدون الخوف من أحكام المجتمع الظالمة لوجدت من يناسبها بدون تصنع أو تمثيل!
أنا في الأصل لست ضد فكرة أن تبحث المرأة عن شريك يناسبها؛ فللمرأة الحق تمامًا مثل الرجل في عرض الزواج على من ترى أن حياتها معه ستكون سعيدة؛ ومن حقها أن تخطب من تريد من الرجال مادام ذلك سيكون في إطار شرعي وأخلاقي… ولكن فكرة التخطيط والصيد وما إلى ذلك؛ كل ذلك من شأنه التحقير من شأن المرأة وكأن رجلًا لم يلتفت لجمالها وكأنها أصبحت مسخًا يجب أن يتخفى وراء ستائر أخرى من الحيلة والخديعة كي توقع من تحب.
أنتِ كامرأة خلقها الله في أحسن تقويم لا يجب أبدًا أن تقرأي كتاب أو مقالًا يخبركِ “كيف تصطادين عريسا” أنت جميلة ولست في حاجة لكي تتحولي لشخص آخر وترسمي الخطط والخدع كي تفوزي بالعريس! العريس الذي سيسعدك ستجدينه دون تخطيط أو احتيال؛ ستجدينه على موقع الخطابة للزواج والتعارف؛ في مجتمعك الدراسي أو العملي أو حتى في معارف عائلتك وأصدقائك…
هل ما زلت متشوقة لقراءة مقالات وكتب بعنوان كيف تصطادين عريساً؟