هل تعلم أن الحياة تختلف حقًا عن الروايات الرومانسية والأفلام السينمائية القديمة؟ هل تدرك أنه ليس بالضرورة أن يظن أهل الفتاة الثرية أن الشاب الفقير لا يملك مالًا ولكنه يستحق ابنتهم لدماثة خُلقه وأمانته؟ هل تعلم أنها ستتخلى عنك إن اكتشفت أنك عقيم “إلا ما ندر!”.
هل تعلمين أن حبيبك لن يتغير من أجلك في كثير من الأحيان ؛ لن يكف عن ملاحقة النساء لأنه أخيرًا وقع في الحب وأصبح لا يرى غيرك ؟ هل تعلمي أن الرجل لا ينسى حبه الأول؟ هل تعلمي أصلًا أنكِ أنتِ أيضًا لن تنسي حبك الأول؟ هل تعلمي أن الحب فعلاً نهايته الزواج إن لم تكوني قادرة على اختيار الشريك المناسب لك بدلًا من الاعتماد على الحب فقط؟!
لم تلاحظا ذلك بعد؟ ذلك من حُسن حظكما ؛ لربما أنتما تقرآن هذه المقالة القصيرة الآن لأن الله أراد لكما أن تُدركا الواقع وأن تنفصلا قليلًا عن الخيال الذي لربما يُدمر واقعكما وأنتما لا تشعران؛ فأنتِ حينما تنتظرين زوج يكون لكِ أبًا وزوجًا فإنك بذلك تبحثين عن المستحيل؛ والدك سيعطيك كل ما لديه من حب وحنان ولن ينتظر منك مقابل لذلك؛ لن يتوقف عن حبه ورعايته حينما تتوقفي أنت عن حبه! بينما حبيبك وزوجك سيتوقف حتما إن لم يجد منك مبادلة للشعور ذاته!
وأنت أيها المسكين هل أدخلك وصف كُتَّاب الروايات الرومانسية إلى أجواء الجنة بينما ما زالت قدماك متشبثتين بالأرض؟ لم لا تعي أن كل وصف وصفه كاتب لحبيبته إنما هو ضرب من ضروب الخيال؛ ولربما ضرب من ضروب أمنياته ! فلربما كان أحد هؤلاء الكتاب يبحث عن صفة ما جميلة في حبيبته وحينما فقد الأمل في العثور عليها؛ جعل يبحث عنها في كتاباته…
تلك الحورية البَضَّة ذات الخصلات الذهبية والأسنان المتساوية والرائحة العطرة التي تشع منها عندما تستيقظ صباحًا ليست موجودة على كوكب الأرض! فهي آدمية تُفرز بشرتها الزيوت وهي مستلقية على فراشها وتتفاعل الغازات في بطنها ليلًا.. ها!
لا تتوقعا الكثير من الواقع؛ صحيح أن الواقع ليس كارثي ولكن واقعنا ليس بكامل ؛ فمن الطبيعي أن تجد عيبًا واثنين وثلاثة في زوجتك ومهما حاولت جاهدًا أن تختار الزوجة الكاملة فإنك حتمًا ستكتشف مع مرور الوقت عيوبًا لم تكن لتتوقعها… تقبلها كما هي ما دامت اختيارك!!
وأنت حينما تختارين زوجًا حتى وإن كان اختيارك بناءًا على أسس موقع الخطابة العلمية؛ فتأكدي أنك ستجدين فيه عيوبًا؛ ستجدين فيه مساوئ ولكن مساوئه ستبدو بسيطة مقارنة بما كنت ستجدينه إن لم تختاري زوجك بناءًا على تلك الأسس العلمية الدقيقة التي بُني عليها موقع الخطابة…
واعلما أن الحياة تجارب لربما تفشلا في واحدة ولكن تأكدا أن المرة القادمة ستُعوضكما كثيرًا عن كل ألم ذُقتاه؛ فقط تعلما من كل خطأ قمتما به ومن كل تجربة مرت بكما؛ ورجاءًا… اخرجا من بوتقة الخيال المصمتة لانعاش الواقع الناقص… فرُب خيال حلو ولكنه مميت ورب واقع غير مثالي ولكنه أقرب للسعادة… فجربا رويدًا أن تخرجا للواقع وأن تواجهاه وتستعدا لكل ما به من لحظات يأس ولحظات فرح !