قصص الحب لا تتوقف رغم الألم والمعاناة والحروب، هي فقط تحتاج من يؤمن ويتمسك بها ويصدّق أن الحب حقيقي وقوي بالرغم من الظروف. قصص الحب بين الأزواج التاليين تثبت ما أقول. قصة حب جينفر وبراين جارجانو اصدمت بالمرحلة المتأخرة من سرطان الثدي التي عانت منها جينفر، وبالرغم من ذلك، استطاعا الزواج والحياة. دانيال وليزلي المصابة بسرطان الدم والمقبلة على الموت بعد عدة أشهر بحسب رأي الأطباء، ورغم عمرهما الذي لم يتجاوز الثامنة عشر تزوجا بعد أن ساعدها دانيال على إنهاء الثانوية العامة معاً. أما الجندي الأمريكي جيسى كوتل الذي فقد ساقه في الحرب فحملته زوجته كيلي على كتيفيها في إحدى الصور التي التقطت لهما بعفوية أثناء عبور بركة مياه صغيرة لم يستطع العبور فيها بكرسيه، تثبت أن ليس الرجل فقط يتحمل أعباء محبوبته بل المرأة القوية أيضاً قادرة على الوقوف بجانب زوجها ودعمه طيلة الحياة.
كثير هو أحد أبطال العشق الذين نُسبت أسماؤهم إلى أسماء معشوقاتهم، وهو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن مليح من خزاعة، هو شاعر متيّم من شعراء العصر الأمويّ، من أهل المدينة، توفّي والده وهو لا يزال صغيراً فكفله عمّه، وأوكل له مهمة رعاية قطيع من الإبل. وأمّا الحبيبة فهي عزّة بنت حُميل بن حفص من بني حاجب بن غفار، كنانيّة النّسب، كنّاها كثير في شعره بأمّ عمرو، ويسمّيها تارةً الضميريّة وابنة الضّمري نسبةً إلى بني ضمرة. ويقال عن قصّة حبّه مع عزّة أنّه في إحدى المرات التي كان يرعى فيها كثير إبله وغنمه، وجد بعض النّسوة من بني ضمرة، فسألهنّ عن أقرب ماء يورد إليه غنمه، فقامت إحدى الفتيات بإرشاده إلى مكان الماء، وكانت هذه الفتاة التي دلّته على مكان الماء هي عزّة، والتي اشتعل حبّها في قلبه منذ هذه اللحظة، وانطلق ينشد بها الشّعر، وكتب بها أجمل ما قال من غزل. عرفت عزّة بجمالها وفصاحتها، فهام بها كثير عشقاً، ونظم الأشعار في حبّه لها، ممّا أغضب أهلها، فسارعوا بتزويجها من آخر، ورحلت مع زوجها إلى مصر، فانفطر قلب كثير، وانطلقت مشاعره ملتهبةً متأجّجةً، ولم يجد سوى الشّعر ليفرّغ به آلامه وأحزانه في فراق الحبيب. سافر كثير إلى مصر حيث دار عزّة بعد زواجها، وفيها صديقه عبد العزيز بن مروان الذي وجد عنده المكانة ويسر العيش، وجاءت وفاته في الحجاز هو وعكرمة مولى ابن عباس في نفس اليوم، فقيل: مات اليوم أفقه النّاس وأشعر النّاس.
كان هناك زوجة كريمة الخلق طيبة جداً تعامل زوجها معاملة حسنة وتحاول اسعاده وارضائه بكل الطرق، ولكن زوجها كان رجل عصبي المزاج صعب ارضاءه، كان لا يهتم لمشاعرها وكان دائماً يسبب لها الالم والحزن بسبب كلماته القاسية، كانت الزوجة كلما حاولت ان تعد له أطيب الطعام بمنتهى الحب والرضا، كان في كل مرة يتذوق طعامها يصرخ فيها قائلاً : إن هذا الطعام سيئ جداً ويحتاج المزيد من الملح والمنكهات، كانت الزوجة تحاول اقناعه ان الطعام لذيذ وليس به عيب، ولكنه كان يستمر في اتهامها بالعجز وعدم قدرتها على الطبخ جيداً.
استمرا على هذه الحالة لسنوات طويلة وهي تحتمل كلماته القاسية وانتقاداته التي لا تنتهي، فكان دائماً يخبرها أن جميع النساء اللواتي يعرفهن افضل واحسن منها .. مرت الايام و سئم الزوج من زوجته وقرر ان يهددها بالزواج من امرأة اخرى إن لم تغير من طبخها السيئ، وحتى يكمل خطته ويوهمها بنيته الحقيقة في الزواج أحضر فستان الزفاف ووضعه في غرفتها حتى تنطبق حيلته.
وفي يوم الزفاف الوهمي دخلت الزوجة إلى الغرفة ووضعت ورقه داخل الفستان، وعندما جاء المساء دخل الزوج وامسك بالفستان حتى يعيده الى اصحابه، واذا به يجد الورقة، أخذ يقرأها واصابته الصدمة، كانت الرسالة تقول : اريد ان اخبرك يا اختي ان سبب هذا الزواج هو ان طعامي يخلو من الملح والمنكهات، فإن زوجي العزيز مريض والأطباء يمنعونه من تناول الطعام الذي يحتوي على الملح او المنكهات، ولكنني لم ارد ان اخبره بمرضه حتى لا يخاف ويقلق، و اخفيت عنه الموضوع وتحملت انتقاداته دائماً، رجاءاً لا تضعي له الملح او المنكهات في الطعام فهي تضره جداً.