حينما تختار شريكة لحياتك فأنت تختار نصفًا آخر؛ نصفًا لعقلك ونصفًا لقلبك ونصفًا للحياة بأكلمها؛ زوجة تشاركك اهتمامتك؛ هواياتك؛ همومك وسعادتك… يُفترض بها أن تتحملك وقت غضبك أن تُهدىء من روعك أن تدعمك وتقدم لك يد العون كلما احتجت لها… نعم هو جزء من دورها في حياتك أن تكون سندًا لك في هذه الدنيا تمامًا كما تكون أنت سندًا لها في معظم أوقات حياتها؛ فأنتما شريكين اتخذتما ميثاق الزواج الغليظ وسيلة للاتحاد سويًا على مسؤوليات وهموم الحياة والتغلب عليها! ولكن الموازين تنقلب رأسًا على عقب حينما يدخل العنف ضد المرأة حياة أي زوجين!
حينما تتهاون في كرامة زوجتك وتتعمد تعنيفها سواء تعنيفًا ماديًا بالأذى الجسدي كالضرب مثلًا أو التعنيف اللفظي كالسب واللعان أو حتى العنف العاطفي بأن تتجاهل مشاعرها ولا تهتم بأمر إسعادها؛ فأنت بذلك تخسر سندك؛ تخسر الدعم الذي بيدك اخترته من البداية.
زوجتك هي أقرب الناس إليك؛ إن امتدت يدك إليها بسوء ستكسرها… بيدك ستكسر سندك وبيدك ستكسر من تشاركك لحظات عمرك لحظة بلحظة؛ تخسر روحها بينما هي على قيد الحياة! وستحول زوجتك من حبيبة تتمنى لك كل الخير؛ إلى عدوة لن يمكنك أبدًا استعادتها إلى صفك مرة أخرى! عدوة تتمنى يوم الخلاص منك أو يوم انتهاء عمرك كي تستعيد آدميتها وكرامتها…
حينما تختار العنف ضد المرأة وسيلة للتفاهم مع زوجتك أو وسيلة لإرغامها على ما تريد فأنت بذلك تسعى جاهدًا لخسارة أقرب الناس إليك؛ خسارة فادحة لن يمكنك تعويضها؛ فمن بعد زوجتك يمكنه أن يُقدم لك المودة والدعم كما تُقدمه هي؟
ولعل أهم الآثار المترتبة على العنف ضد المرأة التالي:
– الشعور بالوحدة:
فأنت حينما تُعنف زوجتك لن تجد بعد ذلك أي قبول لدى زوجتك في الحديث معك أو الاهتمام بك؛ بل ستحاول تجنبك بقدر المستطاع كي تتجنب بطشك!
– ستصيب أطفالك بالعقد النفسية:
لا يتعلق الطفل بأحد في العالم كما يتعلق بأمه؛ فحينما تضرب الأم أمام أبنائها أو توبخها وتهين كرامتها أمام أبنائها فلا تتوقع سوى أن ينصدم أبناؤك بتلك الإهانات والإيذاءات وستتكون لديهم العقد النفسية العميقة والتي بدورها ستوسع الفجوة بينك وبينهم مما يجعلك أكثر وحدة فأنت الآن فقدت حب زوجتك وحب أبنائك!
– ستفقد احترام الآخرين لك:
العنف ضد المرأة لن يؤثر فقط على حياتك الشخصية بل سيؤثر على حياتك الاجتماعية أيضًا؛ فسيأخذ الناس عنك انطباع سيء للغاية؛ حيث أنك ولابد تعلم أن من أهم شيم الرجال عدم تعنيف المرأة! فاستخدام الرجل قوامته أو قوة جسده لإيذاء كائن أضعف منه يعتبر ذلك شيئًا معيبًا خصوصًا في مجتمعنا العربي ذو الأخلاق الأصيلة والحميدة…
إذن كيف يمكنك أن تتغلب على غضبك أو انفعالك ولا تستخدم العنف ضد المرأة كوسيلة لحل كل المشاكل بينك وبين زوجتك؟
للأجابة على ذلك السؤال سأخبرك ما سمعته من إحدى صديقاتي ذات مرة؛ حيث حكت لي صديقتي كم أنها انفعالية ولا يمكنها التحكم في غضبها فيعلو صوتها لأتفه الأسباب مما يجعلها تشعر بالندم لاحقًا خاصة وأن زوجها رجل هادئ وحكيم جدًا ولا يتصرف قبل أن يفكر جيدًا في كل تصرف؛ وتكمل صديقتي قائلة؛ كلما غضبت وصرخت وصرخت وعلا صوتي إلى أبعد حد أجد زوجي صامتًا ناظرًا إلى أي شيء إلا إلي أنا! يتجاهلني وكأنني غير موجودة؛ أسبه فلا يرد ولا حتى يغضب! في الواقع قد تعتقدين أنني احتقره لأني أسبه ولا يرد على سبي له! ولكني على العكس من ذلك أحترمته كثيرًا وهدوؤه جعلني أفكر جديًا في إيجاد حل لانفعالي الزائد وبدأت أهدأ أنا الأخرى ولا أترك انفعالي يسيطر علي وأصبحت أُخفض صوتي حتى وأنا غاضبة! لقد اعتدت على ذلك بعدما تزوجت من ذلك الرجل الهادئ… كم أنا محظوظة!
في الحقيقة هي فعلًا محظوظة… محظوظة لأنها تزوجت من رجل استطاع أن يلقنها درسًا قويًا لا بالسب أو بالضرب ولكن بحسن التصرف؛ وأجبرها بحسن تصرفه على أن تتأدب في حوارها معه وأفهمها أنها بصوتها العالي لن تصل لأي شيء!
إذن فاعمل أنت أيضًا على أن تتجنب العنف ضد المرأة تمامًا؛ فلا تسب ولا تضرب ولا تهين… فقط فكر في أي شيء آخر حينما تصل لأقصى درجات غضبك؛ ابتعد عن زوجتك لو كانت مصدر غضبك حتى تهدأ ثم عُد وناقشها فيما فعلت هي وأخطأت فيه! توضأ؛ وصل وادع الله أن يُرشدك للصواب… صدقني سيأتي يوم وتخبر زوجتك صديقتها كم هي محظوظة لأنك بحياتها. ويمكنك أن تتجنب الصدام في حياتك الزوجية بأكملها بأن تختار زوجة تناسبك في طريقة تفكيرك ورؤيتك للحياة؛ يمكن لموقع الخطابة أن يساعدك في هذا؛ فقط أدخل بياناتك الشخصية بكل أمانه وستجد موقع الخطابة يقترح عليك أشخاص يناسبونك لدرجة كبيرة؛ لدرجة تحميك من سوء الاختيار ومن التزوج من شخص لا يمكنه فعل شيء سوى استفزازك…