آملًا في حياة زوجية سعيدة وزواج هادئ مستقر تحلم بأن تغيّر شريكك وتجعل منه شخصًا مناسب لك في كل شيء… يمكنه أن يدعمك ويدفعك دفعًا لتحقق أحلامك على المستوى المهني والاجتماعي…ولكنك تتفاجئ بعد ذلك بأن الزواج لم يغير شريكك أبدًا؛ لأنه بالأساس لم تكن لديه نية مسبقة للتغيير… فأصبح أكثر لا مبالاةِ وأصبحت الحياة معه حقًا مشقة وعذاب… فأصبحت تتحمل مسؤولية أسرة بأكملها بدلًا من مسؤولية نفسك وحدك وبدلًا من أن تجد منه الدعم… أصبحت لا تجد منه أصلاً التقدير الذي يحفزك لتقديم المزيد لأسرتك… فكيف وصلت بك الحال إلى هنا؟
الرغبة في إتمام الزواج بغض النظر عن أي شيء: –
رغبتك القوية في إتمام الزواج مندفعًا بقوة عاطفتك؛ جعلتك تتخيل أن شريكك لربما يتغير وأن ما به من سلوكيات سلبية وسيئة لربما تتغير بعد الزواج… ولربما تُلهيه مسؤوليات الزواج عن تماديه في سلوكياته السيئة… فتلقي وراء ظهرك كل الشكوك وكل القلق الذي يدعوك لوقف هذه الزيجة قبل أن تفترس طاقتك وحياتك لاحقًا.
الثقة الزائدة في النفس:
هو يحبني وأنا أعلم أني قادرٌ على تغييره… هذه العبارة لها مدلولين أولهما سيئ والآخر جيد جدًا… ولنبدأ بالجيد… فالجيد أنك واثق تمام الثقة أنه يحبك وأنك قادر على التأثير عليه ولكنك حقًا لا تعلم أن مدى تأثيرك مهما كان كبيرًا فهو محدود ومقيد برغبة شريكك في التغيير؛ وهذا ما يقودنا للمدلول السيئ وهو خيانة تفكيرك لك حيث أقنعك أنك قادر على تغيير تصرفات أصيلة في شخص عاش عليها وشب عليها قبل أن يلقاك فقط لأنه أحبك دون حتى أن يخبرك برغبته في التغيير.
خدعت نفسك قبل الزاوج:
أخبرت نفسك أن عيوبه بسيطة وأنك إما ستغيرها أو على الأقل ستتعايش معها إن لم تستطع… أنت في قرارة نفسك عرفت أن عيوب شريكك المستقبلي قاتلة وأنها بالنسبة لك لا تطاق ولا يمكن التعايش معها وبالرغم من ذلك اتممت زواجك به… أنت هنا من خدعت نفسك وأعتقد بأنه ثمن غالٍ جدًا لسوء اختيارك.
ولكي تتجنب كل ذلك؛ احرص على أن تتعرف جيدًا على نفسك قبل أن تتعرف على شريكك هل ستتمكن من التعايش مع عيوبه؟ إن كانت الإجابة نعم فلا مانع أبدًا من إتمام زواجك وهنيئًا لك حياة سعيدة.. أما إن كانت الإجابة لا! فعليك القيام بالتحاور مع شريكك من البداية منذ اللحظات الأولى من خلال تعارفكما على موقع الخطابة للزواج والتعارف؛ واخبره بما يقلقك من تصرفاته وحاول أن تعرف ما إذا كانت لديه النية للتغيير أم لا… لو كانت لديه النية فابدءا في التغيير قبل الزواج وإن أثبت حسن نيته فأتمما الزواج… ولكن إن وجدته عنيدًا فاحذر اتمام الزواج وانهي العلاقة فورًا…