في عالمنا الحالي ومع ازدياد نسب الطلاق يرتفع سؤال عالياً عن السبب والمسبب وهل يوجد فعلا أسرار للسعادة الزوجية ، إن كان لا بد ان نسأل فعلينا سؤال أولئك الازواج السعداء. ربما تفاجأ إن قلنا لك أن جميع الازواج السعداء أجمعوا على عبارة أن “السعادة الزوجية قرار” .
الحب التفاهم التواصل والثقة والاخلاص تقاسم المسؤوليات ربما تكون العنواين العريضة لاسرار السعادة الزوجية ، لكن الخبراء يضيفون العديد من العوامل المؤثرة، وفي ما يلي بعض هذه الأسرار كما وردت على ألسنة العديد من الخبراء أو في كتاباتهم ودراساتهم:
1- ضحك و لعب و جد و حب
يقول خبراء الأسرة إن العلاقة الزوجية أشبه بشجرة باسقة تتدلى منها مئات الفروع والأغصان ابتداء من الالتزام بهذه العلاقة وانتهاءً بضرورة وأهمية التواصل بين الزوجين، وبين هذه وتلك تنضوي المئات من الالتزامات الصغيرة والكبيرة، لكن الأكثر أهمية بينها كلها قدرة الزوجين على قضاء أطول وقت ممكن بعضهما مع بعض في أجواء من المرح بعيداً عن الرسميات.
بل إن الخبراء يعتبرون القدرة على المرح بين الزوجين هي المقياس الحقيقي لمدى سعادتهما ومدى متانة علاقتهما الزوجية، فالمرح يوفر لهما أجواء حميميّة واسترخاء الامر الذي يعزّز قوّة هذه العلاقة.
2- فلسفة المسافة
رغم ان قضاء وقت طويل مع الشريك امر مهم الا ان ابقاء كلا الشريكين على مسافة شخصية خاصة به يقوي العلاقة بطريقة مدهشة تقول الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي: “الحب هو ذكاء المسافة، ألّا تقترب كثيراً فتُلغي اللهفة، ولا تبتعد طويلًا فتُنسى”.
قد يبدو البندين السابقين متناقضين الا ان الذكاء يكمن في ايجاد التوازن اي الا تكونان بجانب بعضكما طوال الوقت الى حد الاختناق فبعض المساحة الشخصية ضرورية وهامة ولكن في الوقت ذاته الا يهمل احد الطرفين الآخر.
3- الإحترام
الإحترام أساس بناء العلاقة الزوجية السعيدة، ليس فقط لأنه يطيل من عمرها ولكنه أساس التفاهم والود. وفي الوقت الذي يختفي فيه هذا الأحترام تبدأ العلاقة فى الإنهيار. والإحترام يتمثل في تصرفات حياتية كثيرة منها احترام رأي الأخر، احترام مشاعره وعدم الإستهزاء بها، عدم التحدث بطريقة سلبية عنه أمام الأخرين، وغيرها الكثير… إذا كنت تشعرين بأنك مهانة أو من السهل عليك إهانة زوجك، فهذا يعني أنه هناك شيئا خاطئا يحدث بينكما ويجب أن تعيدي النظر فى علاقتك بزوجك وتتحدثي معه بالموضوع.
4- الخلافات البناءة
لا زواج من دون خلافات لكن الزوجين العاقلين يعرفان كيف يختلفان بصورة بناءة وحضارية.. لا اتهامات ولا صراخ ولا تقاذف بالكلمات الجارحة.. لا إثارة للنعرات ولا لفتح الملفات القديمة بمناسبة ومن دون مناسبة.
يقول معظم خبراء العلاقات الزوجية إن الطريقة التي يتعامل بها الزوجان مع خلافاتهما هي العامل الرئيسي الذي يحدد مصير العلاقة بينهما.. هل تستمر أم تنتهي بالطلاق؟
الزوجان الحريصان على العلاقة الزوجية السعيدة يعرفان كيف يسيطران على خلافاتهما من خلال خلق أرضية مشتركة للتفاهم على الأمور الأخرى، فإذا احتدم النقاش حول نقطة خلافية لأكثر من عشر دقائق أو ربع ساعة على سبيل المثال ولم يتم التوصل إلى حل للخلاف، يتوقفان عن النقاش على أن يستأنفاه في اليوم التالي أو في اليوم الذي يليه.. وبانتظار الموعد الجديد يستأنفان حياتهما العادية كأن شيئاً لم يكن.
بعد أن تهدأ النفوس والأعصاب يمكنهما استئناف النقاش حول فنجان قهوة بشرط أن يعطي كل منهما الآخر الفرصة ليشرح وجهة نظره.. أن يصغي جيداً لما يقوله الآخر، وألا يحاول فرض حلول أو اتخاذ قرارات قبل أن يتفهم وجهة نظر الآخر. ومن المهم جداً ألا تصل الأمور بين الزوجين إلى تبادل الإهانات أو السخرية.
5- كيان جديد
أن يحترم كلّا منكما أهله وأقاربه، فهذا أمرا يستحق التقدير والأحترام ويحقق لكما السعادة الزوجية. ولكن هذا لا يعني أن لهم الحق في التدخل في كل كبيرة وصغيرة فى حياتك الزوجية الخاصة. يجب أن تعطي لعلاقتك مع شريكك ما يستحقه من الخصوصية ولا تقوم بنقل كل تفاصيل حياتك الزوجية مع أهلك. لا ترتكب أيضا خطأ استشارة الأهل فى أمر مهم قبل أخذ رأي شريكك، فهذا سوف يشعره بأن رأيه ليس الأهم! تدخل الأهل الزائد في الحياة الزوجية يقود نحو العديد من المشاكل وربما حدوث الطلاق لذا حاول الحد منه قدر المستطاع.
نصيحة خاصة للرجال
لا تضع شريكة حياتك فى خانة عدم الأمان، وكأنها مهددة طوال الوقت بتخليك عنها أو الإنفصال عنها إذا لم تصحح من عيوبها. كما قلت مسبقا “أن تصل إلى مرحلة الرغبة في الزواج من شخص يعني أنك تعرف عيوبه كليّاً ومع ذلك ترغب في الإستمرار معه.”
نصيحة خاصة للنساء
تجنبي إهمال العناية بنفسك الرجال لا يحبون المرأة المهملة والغير معتنية بنفسها وملابسها، وكثيراً من الزوجات يقعن في خطأ إهمال العناية بأنفسهن بعد الزواج. ربما لشعورهن بالطمأنينة من وجود الرجل في حياتهن! تأكدي أن مثل هذا الأمر لن يسبب سوى نفور الرجل منك وربما يدفعه للخيانة. فالزوج يحب المرأة الأنيقة التي تهتم بنفسها وبيتها وأولادها وتحرص على التجديد من وقت لآخر، لذا إياكي أن تكوني زوجة مهملة.