في مجتمعنا الشرقي قد يرغب الشخص في الزواج هربًا من ضغوطات كثيرة؛ على سبيل المثال ضغط الأهل الذي يتزايد يومًا بعد يوم خصوصًا مع التقدم في العمر والضغط النفسي لشعورك بأن حياتك لا تسير بالشكل الصحيح فتضطر وقتها لاختيار أي شخص لتُكمل معه حياتك بغض النظر عن مواصفات شخصيته ؛ فأنت وقتها لن تلتفت إلا إلى الأخلاق الظاهرة لك والتي لن يتضح لك مدى حقيقتها في وقت الخطوبة القصير والشكل الخارجي بالطبع والذي بعد الزواج تكتشف أنه ليس كل شيء!
وبعدما تبدأ حياتك الزوجية وينقضي العامين الأولين تبدأ باكتشاف الخطأ الذي أوقعت نفسك فيه وأوقعت شريكك فيه ؛ فلقد اخترت شخصًا لا تحمل شخصيتك أي توافق معه ؛ حتى الشكل الخارجي الذي اخترته بنفسك لن يظل هو الذي تحلم به ؛ ستظهر لديك أحلام أخرى ومتطلبات مختلفة لن تجدها مع شريكك الحالي!
وقتها ستبدأ في عقد المقارنات والتي لن تزيد الأمر إلا سوءًا! فأنت بتلك المقارنات لا تحل المشكلة بل تُعقدها أكثر حينما تُقارن شريك حياتك بكل شخص تراه عيناك… فمن الطبيعي ألا يحمل شريك حياتك كل الصفات الحلوة التي تراها في كل شخص يقابلك في حياتك!
إذًا ما الحل لتجنب هذه المشكلة؟ حسنًا؛ إن كنت لم تتزوج بعد فحذار من التسرع في هذه الخطوة؛ أنت لا تختار شريكًا لأسبوع أو شهر أنت تختار شريكًا يقاسمك ما تبقى من سنوات عمرك لذا عليك أن تتمهل وتأخذ هذا القرار بتأني شديد وبعد تفكير عميق؛ واحرص على أن تبحث عن الشريك الأمثل لك من خلال المجتمعات التي تناسب شخصيتك؛ فمثلًا إن كنت شخصًا ذا عقلية متفتحة ومُثقف فيمكنك البحث عن شريك حياتك على موقع الخطابة؛ ففي هذا الموقع بالتأكيد ستجد شخصًا يناسبك؛ فلن تجد هنا شخصًا منغلقًا أو رجعيًا.
أما إن كنت قد تزوجت بالفعل وبدأت في عقد المقارنات؛ فرجاءًا كف عن ذلك فورًا؛ وبدلًا من أن تعقد المقارنات بين شريك حياتك وبين الآخرين؛ اعقد المقارنات بينك وبين شريك حياتك؛ فكما ترى عيوب شخصية شريكك؛ زن عيوبك أنت أيضًا… بالإضافة إلى ذلك حاول البحث عن نقاط الجمال والقوة في شريك حياتك فذلك أقرب إلى زيادة الود والمحبة بينكما وأنا واثقة أنك ستجد الكثير من الجمال في شخصية شريك حياتك فقط إن تفحصت هذه الشخصية بحيادية وبدون تجني.
أتعلم شيئًا؛ كره الأشخاص وحبهم هو قرار داخلي؛ إن أردت أوجدت نفسًا في علاقة منفرة بتركيزك على مساوئ شريكك؛ وإن أردت أوجدت نفسك في علاقة مثالية وسعادة غامرة بأن تصب جُل تركيزك على مميزات وحسنات شريكك! لذا اجعل قرارك في صالحك… أنت تستحق أن تحيا سعيدًا