كنت قد شاهدت ذات يوم فيلم “The Notebook” للممثل رايان جوزلينج وراشيل ماك آدامز؛ تأثرت بمشهد البطل وهو يُكرر على حبيبته -التي أُصيبت بمرض ألزهايمر- قصة حبهما التي كتبتها هي بخط يدها؛ يقرأها لها كل ليلة كي تعود لها ذاكرتها ولو لدقائق يستمتع فيها بحبها ثم تعود لتفقد ذاكرتها من جديد؛ وهو لا ينفك يقرأ عليها من جديد قصة حبهما آملًا أن تعود لها الذاكرة هذه المرة لفترة أطول قليلًا؛ فما أن تفقد ذاكرتها حتى تبدأ في الصراخ خوفًا من حبيبها الذي تراه غريبًا منفردًا بها في غرفتها!
الوفاء في أسمى معانيه ظهر في نبل هذا الزوج الذي قرر أن يرافق زوجته في رحلة علاجها في المصحة النفسية؛ فأقام في المشفى نفسه ولم يفارقها؛ انعزل معها عن العالم ليكون إلى جوارها وحتى يقرأ عليها قصة حبهما كل ليلة علها تتذكره!
لن أُخفيكم سرًا هذا الوفاء لم أستطع استيعابه وبخاصة حينما تشابكت أيديهما واحتضنا بعضهما بدفئ وقتما شعرا أن روحهما ستفيض إلى بارئها بعد قليل… والغريب أن ذاكرتها عادت لها قبيل موتها ببضع دقائق؛ تحدثا قليلًا؛ أخبرا بعضهما بحبهما ثم رحلا عن عالمنا… ولأنني أعلم أن ثمة حب كهذا لربما يكون خياليًا وغير واقعي فأقنعت نفسي أن ذلك ليس إلا ضرب من ضروب خيال مؤلف الفيلم… إنها الحبكة الدرامية والبهارات العاطفية التي ينثرها المؤلف على فيلمه كي يستثير إعجاب المشاهدين ويكسب تصفيقهم…
ولكني استيقظت اليوم على خبر جعلني أعيد التفكير في الأمر! حيث قرأت قصة مشابهة تُمثل أندر أنواع الوفاء بين الأزواج؛ حيث أن زوجين ترعرا معًا في أمريكا؛ قضيا طفولتهما معًا وقررا أن يقضيا شبابهما معًا فتزوجا ودام زواجهما 67 عامًا قد فارقا الحياة في اليوم نفسه بفارق 5 ساعات فقط عن موت أحدهما قبل الآخر…
هذان الزوجان الذين رقدا في مشفي في كالفورنيا أحدهما 90 عامًا والآخر 89 عامًا؛ طلبا من أبنائهما أن يُقربا سريريهما من بعضهما البعض كي يتمكنا من التشبث بأيدي بعضهما؛ تمسكا بشدة وفارقا الحياة في حب وهدوء وضربا بزواجهما وحبهما أروع وأجمل أنواع الوفاء بين الأزواج!
وهذا بحق ما يجب أن يكون عليه الزواج؛ المودة والرحمة والوفاء والحب هم أهم عوامل قيام الحياة الزوجية؛ فتأكد إن حرصت على وجود هذه العوامل وأنت تختار شريكك من خلال موقع الخطابة للتعارف والزواج فإنك ستحيا حياة سعيدة تمامًا كتلك التي عاشها هذين الحبيبين الأمريكيين