تكاليف العلاقة العاطفية لا تقتصر على المال أو الهدايا، إنما تشمل الوقت والتفكير والمشاعر والقلق والكثير من العوامل الأخرى التي يتم استهلاكها بسبب علاقتك مع شخص ما، لكن السؤال هل لديك الشعور أنك تدفع أكثر من اللازم مقابل علاقتك العاطفية؟
إذا كان لديك هذا الشعور فالأغلب أنك لا تحصل على المطلوب من الطرف الآخر مقابل ما تقدمه، والأسوأ من ذلك هو أن يتركك الشخص الذي تحبه ويقع في حب شخص آخر، فعندها تشعر أن ذلك الشخص يحصد النتائج التي كان يجب أن تحصدها أنت.
هذا الشعور سيسبب لك القلق والشعور بعدم الرضا وستقضي وقتاً طويلاً بإلقاء اللوم على نفسك وتعتقد أنك كنت متسرعاً وأحمق. لكن في الحقيقة عليك استخدام هذا الوقت لتفكير بالسبب الذي جعلك تقدم الكثير مقابل حصولك على القليل من الطرف الآخر، وعن السبب الذي جعلك ترضى بلقمة مقابل وجبة كاملة كنت تقدمها للطرف الآخر. الجواب الأفضل على ذلك هو أنك كنت في علاقة “مسبقة الدفع”
علاقة مسبقة الدفع تعني أن الأمور بدأت بينكما بشكل مثالي بحيث يبدو الطرف الآخر مهتماً وجدياً، وفي معظم الحالات تبدأ العلاقة بالتبدد والبرود لاحقاً ويتولد لدينا الشعور بالفزع والقلق ونحمل أنفسنا مسؤولية إعادة العلاقة إلى مكانها الذي بدأت فيه
في هذه المرحلة نبدأ بالشك بأن هذا الشخص هو الشخص المناسب ولكن خوفنا من الوحدة أو البدء من جديد يدفعنا نحو المحاولة لإنجاح العلاقة مما يولد لدينا الفكرة الخاطئة التي تقول أنه يجب عليك أن تظهر كشخص مثالي وممتاز و تجعل الطرف الآخر يرى حبك الكبير له أملاً بأن ذلك سيجعله يتصرف بنفس الطريقة، لكن العملية ليست بهذه البساطة إنما هي على العكس تماماً.
هذه المحاولات سترفع تكاليف علاقتك، حيث ستبدأ بمجاملة الطرف الآخر و مساعدته في معظم أموره وشراء الهدايا له أو تغيير بعض الأمور في حياتك لتتوافق مع حياته. هذه التصرفات ليست خاطئة لكن النية التي تتم من أجلها هذه التصرفات هي الأساس، حيث أنها ستكلفك وقتاً و مشاعر ومال لتحصل على الحب الذي تبحث عنه لكنك لا تحصل على شيء في المقابل.
في العلاقة الصحية يجب على الطرفين أن يشعرو بالرضا عن ما يحصلون عليه من الطرف الآخر وعندما تدخل في علاقة “مسبقة الدفع ” فإنك بدأت بالإنحراف عن الطريق الصحيح، لذلك إسأل نفسك هل تشعر بالإمتعاض من التكلفة التي تقدمها مقابل علاقتك؟ وهل تشعر أن الطرف الآخر مدين لك بالكثير ولا يقدم لك إلا القليل؟ إذا كان جوابك نعم واستمريت في العلاقة سيزيد لديك الشعور بالإمتعاض وستصبح الأمور سيئة جداً فيما بعد، ويمكنك اعتبار ذلك مؤشراً قوياً أن الوقت قد حان لتتوقف عن الدفع وتتراجع قليلاً.
إذا لاحظت أن تراجعك قد تسبب للطرف الآخر بأن يزيد مما يقدمه لك في المقابل، فسيؤدي ذلك لتوازن العلاقة من جديد، أما إذا لم يسبب ذلك أي تغيير لدى الطرف الآخر فهذا يعني أن العلاقة ليست كما بدت لك في البداية وقد حان الوقت لها كي تنتهي.
تذكر دائماً أنك أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً وإكمالك في علاقة “مسبقة الدفع” لن تقودك إلى الوصول إلى أي مكان وعليك التراجع.